سورة الحج - تفسير تفسير المنتخب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


{يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14) مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)}
12- يعبد هذا الخاسر من دون الله أصناماً لا تضره إن لم يعبدها، ولا تنفعه إن عبدها، ذلك الفعل منه هو الضلال البعيد عن الحق والصواب.
13- يدعو من دون الله مَنْ ضرُّه بإفساد العقول وسيطرة الأوهام أقرب للنفس من اعتقاد مناصرته، فلبئس ذلك المعبود نصيراً، ولبئس ذلك المعبود عشيراً.
14- إن المؤمنين بالله ورسله إيماناً اقترن بالعمل الصالح يدخلهم ربهم يوم القيامة جنات تجرى من تحت أشجارها الأنهار، إن الله يفعل ما يريد من معاقبة المفسد وإثابة المصلح.
15- من كان من الكفار يظن أن الله لا ينصر نبيه فليمدد بحبل إلى سقف بيته، ثم ليختنق به وليقدر في نفسه وينظر، هل يذهب فعله ذلك ما يغيظه من نصر الله لرسوله؟.
16- ومثل ما بيَّنا حجتنا واضحة فيما سبق أن أنزلنا على الرسل، أنزلنا القرآن كله على محمد آيات واضحات لتقوم الحُجة على الناس، وأن الله يهدى من أراد هدايته لسلامة فطرته وبعده عن العناد وأسبابه.
17- إن الذين آمنوا بالله وبرسله جميعاً، واليهود المنتسبين إلى موسى، وعُبَّادَ النجوم، والملائكة، والنصارى المنتسبين إلى عيسى، والمجوسَ عُبَّادَ النار، والمشركين عًبَّاد الأوثان. إن هؤلاء جميعاً سيفصل الله بينهم يوم القيامة بإظهار المحق من المبطل منهم، لأنه مطلع على كل شيء، عالم بأعمال خلقه، وسيجازيهم على أعمالهم.


{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18) هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23)}
18- ألم تعلم- أيها العاقل- أن الله يخضع لتصريفه مَنْ في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب، وكثير من الناس يؤمن بالله ويخضع لتعاليمه فاسْتَحقُّوا بذلك الجنة، وكثير منهم لم يؤمن به ولم ينفذ تعاليمه فاستحقوا بذلك العذاب والإهانة، ومن يطرده الله من رحمته ويهنه لا يقدر أحد على إكرامه، إن الله قادر على كل شيء، فهو يفعل ما يريد.
19- هذان فريقان من الناس تنازعوا في أمر ربهم، وما يليق به، وما لا يليق، فآمن به فريق، وكفر فريق، فالذين كفروا أعد الله لهم يوم القيامة ناراً تحيط بهم من كل جانب، كما يحيط الثوب بالجسد، ولزيادة تعذيبهم تصب الملائكة على رءوسهم الماء الشديد الحرارة.
20- فينفذ إلى ما في بطونهم فيذيبها كما يذيب جلودهم.
21- وأُعدت لهم أعمدة من حديد.
22- كلما حاولوا الخروج من النار من شدة الغم والكرب ضربتهم الملائكة بها وردتهم حيث كانوا، وقالت لهم: ذوقوا عذاب النار المحرقة جزاء كفركم.
23- أما الذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحة فإن الله يدخلهم جنات تجرى من تحت قصورها وأشجارها الأنهار، ينعمون فيها صنوف النعيم، وتزينهم الملائكة بأساور الذهب وباللؤلؤ، أما لباسهم المعتاد فمن حرير.


{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)}
24- وزيادة في تنعيمهم بالجنة ألهمهم الله فيها الطيِّب من القول، والحميد من الفعل، فيسبحون الله ويقدسونه ويشكرونه، ويعاشر بعضهم بعضاً بمحبة وسلام.
25- إن الذين كفروا بالله ورسله واعتادوا مع ذلك منْع الناس من الدخول في الإسلام، ومنْع المؤمنين من دخول المسجد الحرام في مكة- وقد جعله الله حرماً آمناً للناس جميعاً المقيم والزائر- يجازيهم على ذلك بالعذاب الشديد، وكذلك كل من ينحرف عن الحق، ويرتكب أي ظلم في الحرم عذَّبه عذاباً أليماً.
26- واذكر- أيها النبى- لهؤلاء المشركين الذين يدَّعون اتِّباع إبراهيم عليه السلام ويتخذون من البيت الحرام مكاناً لأصنامهم، اذكر لهم قصة إبراهيم والبيت الحرام حين أرشدناه إلى مكانه، وأمرناه ببنائه وقلْنا له: لا تشرك بى شيئاً ما في العبادة، وطهر بيتى من الأصنام والأقذار، ليكون مُعدَّا لمن يطوف به، ويقيم بجواره، ويتعبد عنده.
27- وأَعْلِم الناس- أيها النبى- أن الله فرض على المستطيعين منهم أن يقصدوا هذا البيت فيلبوا نداءَك، ويأتون إليه مشاة وركباناً على إبل يُضَمِّرها السفر من كل مكان بعيد.
28- ليحصلوا على منافع دينية لهم بأداء فريضة الحج، ومنافع دنيوية بالتعارف مع إخوانهم المسلمين، والتشاور معهم فيما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وليذكروا اسم الله في يوم عيد النحر والأيام الثلاثة بعده على ذَبْح ما رزقهم ويسر لهم من الإبل والبقر والغنم، فكلوا منها ما شئتم وأطعموا الذي أصابه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6